بالرغم من الأصوات العالية الشديدة ( أقل من 150 ديسبل ) يمكن أن  تحدث تمزقاً في طبلة الأذن أو في أجزاء أخرى ، ففقدان السمع يحدث في مستويات أقل ( 90-120 ديسبل)  و ذلك بسبب الخلل الدائم أو المؤقت  الذي يصيب الخلايا الشعرية الدقيقة الموجودة في عضو السمع  ( القوقعة ) بالأذن الداخلية ، عند حدوث فقد في السمع لتردد معين فإنه يتطلب إحداث صوت أكبر من الصوت ذي السمعة المعتادة (بالديسيل ) لكي يسمع الشخص هذا التردد. أما المؤشر العادي لفقد السمع بالنسبة لتردد معين  فهو عدد الديسيلات التي تزيد عن الترددات العادية التي يتطلبها الشخص ليصل إلى العتبة الجديدة أي لكي يسمع و يتدرج فقد السمع تحت واحد من نوعين :

(1)  إزاحات مؤقتة للعتبة – و فيها تسترجع العتبات المزاحة العادية لأصلها خلال 16 ساعة بعد زوال الضوضاء المخربة .

(2)إزاحا ت تستمر أثارها شهر أو أكثر بعد توقف التعرض للضوضاء المخربة و يسمى هذا النوع بالضوضاء المحدثة لفقدان السمع بالتأثير.

و فقدان  السمع الذي يعانى منه الملايين من الناس , يعد مشكلة حادة , ففي أمريكا مثلا ووفقاً للمسح الذي أجرته و كالة حماية البيئة ... فإن ما يقرب من 3 ملايين من الأمريكيين يعانون من فقدان السمع بالتأثير . و هناك نتائج توصل إليها زوزن  , برجمان , بليستور و ساتى (1962) يشير إلى مدى امتداد هذه المشكلة في الولايات المتحدة الأمريكية بالقياس إلى الحضارة الهادئة السودانية . ففي الحضارة الأخيرة فإن رجلاً عمره 70 سنة من إحدى القبائل يتمتع بقدرات سمعية تقارن بتلك التي يتمتع بها شخص أمريكي في العشرين من العمر , و لكي يمكن تجنب فقدان السمع بشكل جاد بين العاملين فى الصناعة , فإن هيئات العمل في الدول المتقدمة قد حددت قواعد يجب اتباعها و بموجبها يسمح بالعمل لمدة 8 ساعات يومياً عند التعرض للضوضاء ذات العلو (شدة ) 90 ديسيل , 4 ساعات يومياً عند التعرض لضوضاء قدرها 95 ديسيل ،ساعتين يوميا عند التعرض لضوضاء قدرها 100 ديسيل ، و نصف ساعة في اليوم عند التعرض لضوضاء قدرها 110 ديسيل و هكذا , و مع ذلك فإن سيارة نقل على بعد 50 قدماً تحدث ضوضاء شدتها 95 ديسيل . لذلك فإن الأفراد الذين يعيشون بالقرب شوارع أو مناطق ذات حركة مرور ثقيلة و مزدحمة هم بلا شك يتعرضون لمستويات ضوضائية تعلو كثيراًعن المستويات السابق ذكرها .

أما الشباب دون العشرين فغالباً ما يتعرضون لنوع آخر من مصادر الضوضاء المخربة و نعنى بها الموسيقى العالية الشدة , الموسيقى الصاخبة . و هناك دراسات عدة أجريت أوضحت بأن الشباب الذين يوجدون  في جو من الموسيقى الصاخبة التي تتراوح شدتها بين 110, 120 ديسيل و يستمعون لنغماتها المستمرة دون توقف لمدة ساعة أو ساعة و نصف يصابون بفقدان السمع .